أطلق نادي مليحة الثقافي الرياضي برنامجًا متقدمًا في الذكاء الاصطناعي، وذلك في مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية، صباح اليوم الاثنين، ضمن برنامج نوعي يستمر على مدى يومين، ويعد استكمالاً لما بدأه النادي مع أولى أيام النشاط الصيفي في الشارقة، في امتدادٍ لرؤية صيف الشارقة الرياضي "عطلتنا غير"، وانطلاقًا من توجهات حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم مسارات التكنولوجيا والابتكار.
ويترأس الوفد سعادة محمد سلطان الخاصوني الكتبي، رئيس مجلس إدارة النادي، حيث يضم الوفد عددًا من المنتسبين من أبناء الإمارات والمشرفين، للمشاركة في هذا البرنامج الذي يمثل حلقة جديدة من حلقات التمكين التقني والمعرفي، من خلال نقل المهارات النظرية إلى ممارسات عملية داخل أحد أبرز المراكز العلمية في الوطن العربي، والتي يُشار إليها بالبنان.
ويمثل هذا البرنامج نموذجًا حيًا لتفعيل مبادرات نوعية ضمن الأنشطة الصيفية، انطلاقًا من التوجهات الحكومية لدولة الإمارات في جعل الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في تطوير الكفاءات الشابة، وامتدادًا لرؤية مجلس الشارقة الرياضي، عملًا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الاستثمار في الأجيال الجديدة من خلال الأنشطة التعليمية المتقدمة.
ويعد هذا البرنامج تتويجًا لما بدأته إدارة النشاط الصيفي في نادي مليحة منذ انطلاقة النشاط الصيفي بتاريخ 30 يونيو، ويستمر حتى 31 يوليو، حيث أطلق أولى مبادراته في مجال الذكاء الاصطناعي بمقره بمدينة مليحة في إمارة الشارقة. واليوم يُترجم هذا التوجه من خلال انتقال المشاركين خارج الإمارات، وتحديدًا إلى مصر، نحو بيئة علمية حاضنة، ليبدأوا تجربة جديدة من التعلم والتطبيق، في مدينة تحمل اسم أحد رموز العلم في العالم العربي، الدكتور أحمد زويل، لتكون الخطوة التالية نحو مستقبل تقني واعد.
وقد افتُتح البرنامج صباح اليوم في مركز التنمية المستدامة بوادي العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، بمقرها في مدينة 6 أكتوبر، بحضور الأستاذ الدكتور مصطفى موسى بدوي، مدير وادي العلوم والتكنولوجيا ومدير مركز التنمية المستدامة بالمدينة، الذي عبّر عن سعادته بالتعاون مع نادي مليحة تحت مظلة مجلس الشارقة الرياضي، مؤكدًا أهمية بناء جسور تعليمية عربية تعزز من قدرات الناشئة في المجالات التكنولوجية المتقدمة، خاصة في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
وتضمنت أعمال اليوم الأول من الورشة التعريف بأساسيات الذكاء الاصطناعي، ومفاهيم البيانات والتصنيف والتوقع، إلى جانب تطبيقات عملية على منصات تعليمية مثل "Teachable Machine" و"Pictoblox"، كما تعرّف المشاركون إلى خطوات تصميم تطبيق ذكي باستخدام "MIT App Inventor"، وشهد البرنامج تفاعلاً لافتًا من المشاركين في تجربة بناء النماذج الذكية وعرضها ضمن جلسات تفاعلية، تخللتها جولة في أروقة مدينة زويل العلمية.
أما في اليوم الثاني، فينطلق المشاركون لاستكمال رحلتهم التقنية عبر تطوير مشاريعهم باستخدام أدوات إبداعية مثل "ChatGPT"، وتحويل النص إلى صورة، والتعرف على مهارات التفاعل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة، وصولًا إلى العروض الختامية وتقديم الشهادات، في حفل يتوّج جهود المشاركين على مدى يومين من التعلم والإبداع.
وأكد سعادة محمد سلطان الخاصوني، رئيس مجلس إدارة نادي مليحة الثقافي الرياضي، أن انطلاق ورشة الذكاء الاصطناعي اليوم في مدينة زويل بجمهورية مصر العربية يُمثل محطة نوعية في مسيرة النشاط الصيفي للنادي، وترجمة فعلية لرؤية قيادة دولة الإمارات، وتوجهات حكومة الشارقة في الاستثمار في المعرفة، وتمكين الأجيال بأدوات المستقبل.
وأشار إلى أن هذه الورشة تُعد استكمالاً لمسارٍ تدريبي بدأ منذ انطلاق برنامج "عطلتنا غير" في مقر النادي لصيف الشارقة، وها هو اليوم يتطور ليأخذ شكلاً أكثر عمقًا من خلال التواجد في أحد أبرز الصروح العلمية في العالم العربي، بما يعكس الحرص على نقل المهارات النظرية إلى بيئة تطبيقية حقيقية، والتعاون الكبير الذي أبدته مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا في تصميم هذا البرنامج وتقديمه لأبناء الإمارات.
وقال إن هذه الخطوة ما كانت لتتحقق لولا الدعم الكبير الذي يحظى به النادي من مجلس الشارقة الرياضي، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤمن بأن الطفل والناشئة هم نواة المستقبل، وأن تمكينهم علميًا هو أولوية تنموية.
وأعرب الخاصوني عن سعادته البالغة بما لمسه من فهم وتفاعل من المنتسبين خلال اليوم الأول، الذي تضمن ورشًا عملية وتطبيقات تعليمية متقدمة، ساهمت في تعزيز فهم المشاركين لمفاهيم الذكاء الاصطناعي، وربطها بواقعهم اليومي وتطلعاتهم المستقبلية.
ولفت إلى أن ما يميز هذه المشاركة هو أنها تُجسد بوضوح فلسفة العمل في نادي مليحة، التي تقوم على الدمج بين الأنشطة الرياضية والثقافية والعلمية، ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى بناء جيل متمكن قادر على الإبداع والتفوق.